أحمد مصباح - هبة بريس
استفاقت ساكنة الجديدة، صباح اليوم الجمعة، في ثاني أيام السنة الميلادية 2015، التي استقبلها العالم بأماني ومتمنيات السعادة والصحة وطول العمر، على وقع حادثة سير مأساوية، أودت بحياة 4 مواطنين أبرياء، لا ذنب لهم سوى أنهم سلكوا طريق الموت الرابطة بين عاصمة دكالة والجرف الأصفر.
الحادثة وقعت في حدود الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم الجمعة، على الطريق الجهوية رقم: 301، الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر، وتحديدا عند النقطة الكيلومترية 6، بمحاذاة دوار "العتامنة"، إثر اصطدام شاحنة من الحجم الكبير من نوع "رموك"، كانت متجهة جنوبا إلى الجرف الأصفر، بسيارة خفيفة من نوع "داسيا ساندرو"، كانت قادمة من الاتجاه المعاكس، وعلى متنها سائق و3 مرافقين له، ضمنهم امرأتان، لقوا جميعا حتفهم في الحين. وقد وجد المتدخلون من رجال الدرك وعناصر الوقاية المدنية وممثلو السلطة المحلية، صعوبة في انتشالهم من تحت أنقاض السيارة الخفيفة التي تحطم بأكمله نصفها الأيسر، جراء الاصطدام العنيف.
وقد ظلت الطريق مقطوعة، من الساعة الخامسة والنصف وإلى حدود الساعة التاسعة صباحا، في وجه حركات السير والمرور. حيث قام رجال الدرك بتحويل مسارات العربات القادمة من الاتجاهين، عند العديد من النقاط الطرقية، إلى حين استكمال المعاينات والتحريات الميدانية، ونقل الموتى إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، وإيداعهم في مستودع حفظ الأموات، وكذا، إزالة الشاحنة والعربة المتسببتين في حادثة السير، من على الطريق.
ورجحت مصادر مطلعة أسباب وقوع الحادثة المميتة، إلى غياب الإنارة العمومية على جنبات الطريق الجهوية رقم: 301، في شطرها الذي يمر بمحاذاة دوار "العتامنة"، وضعف الرؤية على الطريق ذاتها، المعروفة ب"طريق الموت"، والتي لم تقم الجهات المعنية والوصية ب"تراساجها" طولا بصباغة بيضاء من الوسط، ومن أقصى اليمين والشمال، بعد أن كان المسؤولون عمدوا بشكل متسرع، في سباق محموم مع عقارب الساعة، إلى تعبيدها، مباشرة قبيل الزيارة الميمونة التي قادت جلالة الملك محمد السادس، مطلع شهر أكتوبر 2014، إلى المنطقة الصناعية بالجرف الأصفر.
وبالمناسبة، فإن الطريق الجهوية رقم 301، وتحديدا في مقطعها الطرقي الرابط بين الجديدة والجرف الأصفر، كانت خلفت العديد من القتلى، والضحايا الذين أصيبوا بعاهات جسمانية مستديمة. ما أثار غضب المواطنين وفعاليات المجتمع المدني. إلا أن واقعها الكارثي والحوادث المأساوية التي تسببت فيها، لم تحرك ساكنا لدى المسؤولين والقائمين على الشأن العام، من أجل التدخل، والتسريع بإنجاز طريق ذي اتجاهين (محدودة)، كما هو مسطر، وتمت ترجمته على الأوراق فقط، وليس على أرض الواقع.
وقد كانت مستشارة الملك زوليخة الناصري، حلت قبيل الزيارة الملكية، متم شهر نونبر 2014، بالجديدة، ووقفت على حقيقة وواقع هذه الطريق... لكن ما تحقق وقتها للأسف هو أشغال تعبيد عشوائية ومترعة على تلك الطريق التي سلكها الموكب الملكي. وما أن مرت الزيارة الملكية، حتى توقفت الأشغال ... حتى إشعار آخر، أو إلى حين "زيارة ميمونة أخرى".
0 التعليقات:
إرسال تعليق