لا أحد يجادل في أن حوادث السير باتت تعد شبحا مرعبا ببلادنا ، تحصد عشرات الأرواح يوميا وتدخل المئات قاعات العناية المركزة بمستشفيات ربوع المملكة . لهذا أصبح ضروريا التفكير جديا في إيجاد حلول موضوعية لإيقاف نزيف الطرقات هذا، وهو ما لن يتم في غياب عمليات تأهيل البنيات التحتية للطرقات و تحسيس مستعمليها بضرورة احترام قانون السير و تحمل المسؤولية عند السياقة..
وللحديث عن إقليم ازيلال، ومن خلال الإحصائيات يتضح جليا انخفاض عدد حوادث
السير، و أيضا عدد ضحاياها من أموات و جرحى مقارنة مع كبريات المدن و الأقاليم
الأخرى،وهذا راجع أساسا للطبيعة الجغرافية لأغلب مناطق إقليم ازيلال المعروفة
بالطابع الجبلي ما يفرض على السائقين من مستعملي طرقها التريث والحذر مخافة
الانحراف عن مسارها بسبب كثرة المنعرجات وصعوبتها.وفي غالب الأحيان تنسب حوادث السير
بالطرقات الجبلية إلى مؤثرات طبيعية من قبيل الأمطار الطوفانية والتساقطات الثلجية
و الصقيع والضباب... وكلها عوامل تؤدي إلى الانزلاق.كما أن اغلب حالات الحوادث
المميتة بالإقليم تقع على طول الطريق الوطنية الرابطة بين بني ملال و مراكش على
الحدود الشمالية لإقليم ازيلال ،حيث أن انبساط الطريق و اتساعها يشجع هواة سباق
السيارات على الإفراط في السرعة ، ما يؤدي أحيانا إلى حوادث مميتة تحصد أرواح
البعض وتحدث عاهات مستدامة للآخرين،كما الحال في فاجعة سفوح افورار نهاية يناير
المنصرم، حيث أن السرعة والتهور في السياقة كانا سببا مباشرا في وضع حد لحياة
ثلاثة أطفال أبرياء قدمت أرواحهم قربانا للطريق ولم يتجاوزوا ربيعهم السادس.
وبغض النظر عن تأخر تأهيل بعض الطرقات بالإقليم من حيث الأبعاد و الأرضية و
خطوط الوسط والجوانب وعلامات التشوير والمدارات، يبقى من أولويات التدخل للحد من
حوادث السير العمل على النهوض بالتحسيس بخطورة الطريق والاهتمام بالتربية الطرقية
للصغار و الراشدين،وهذه مهمة منوطة ،في المقام الأول، بجمعيات المجتمع المدني
ومصالح التجهيز والأمن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق