ولهذه
الغاية، نرى أنه من الأساسي أن تحدد الدول الإفريقية أهدافا واقعية وعملية،
تقوم على الأولويات الحقيقية للقارة. فإفريقيا لم تعد في حاجة إلى الشعارات
الإيديولوجية، وإنما تحتاج إلى العمل الملموس والحازم، في ميادين السلم والأمن
والتنمية البشرية..
مقتطف من خطاب
صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الموجه إلى القمة 29 لقادة دول وحكومات
الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، 3 يوليوز 2017
وفقا لتقرير
منظمة الصحة العالمية لسنة 2015 حول وضعية السلامة الطرقية عبر العالم، يلقى حوالي
1.25 مليون شخص حتفهم سنويا جراء حوادث السير رغم التقدم المحرز في هذا المجال.
فبالرغم من الزيادة المتسارعة لعدد العربات ذات المحرك في جميع أنحاء العالم
وارتفاع الكثافة السكانية، سجل عدد القتلى على الطرق استقرارا مما يشير إلى أن
إجراءات السلامة الطرقية في السنوات الأخيرة مكنت من إنقاذ حياة الكثيرين.
كما تشير
إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن مستعملي الطريق في جميع أنحاء العالم لا
يتمتعون بنفس مستوى الحماية. ولا يزال خطر الوفاة بسبب حوادث السير رهينا بمكان
عيش الأشخاص وبنمط تنقلاتهم.
وتظل هناك
فجوة عميقة تفصل بين البلدان مرتفعة الدخل والبلدان منخفضة أو متوسطة الدخل التي
تسجل فيها حوالي 90 في المائة من الوفيات الناجمة عن حوادث السير، في حين أنها لا
تتوفر سوى على 54 في المائة من المركبات على الصعيد العالمي. وتسجل أوروبا، لا
سيما في أغنى بلدانها، أدنى نسب الوفيات على الطرق للفرد، حيث يبلغ عدد القتلى 6
لكل 000 100 نسمة، في الوقت الذي تشهد فيه إفريقيا أعلى المعدلات بحوالي 26.6
قتيلا لكل 000 100 نسمة.
علاوة على
ذلك، تعد إفريقيا المنطقة الأكثر خطرا في العالم بالنسبة لفئة مستعملي الطريق
عديمي الحماية، لا سيما الراجلين وراكبي الدراجات بمعدل 43٪ من ضحايا حوادث السير،
في حين يصل هذا المعدل فقط إلى 26٪ في جميع أنحاء العالم.
وقد دعت الأمم
المتحدة من خلال عقد العمل من أجل السلامة الطرقية (2011-2020) البلدان إلى تنفيذ
تدابير ملموسة لجعل طرقها أكثر أمانا. وعلى الصعيد الإفريقي أيضا، وضعت خطة عمل قارية
خلال اجتماع للخبراء الذي عقدته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا والاتحاد الإفريقي في
أديس أبابا، بإثيوبيا، في نونبر2011. ومع متم العشرية، وعلى الرغم من أن بعض
البلدان أحرزت تقدما كبيرا، إلا أن وضعية السلامة الطرقية في إفريقيا ما تزال
مقلقة.
مع ذلك، تتوفر
القارة الإفريقية على هامش مهم جدا من أجل لتحسين السلامة الطرقية وإنقاذ المزيد
من الأرواح. وباعتبارها قارة تزخر بمؤهلات اقتصادية هائلة توجهها نحو مسار التنمية
الاقتصادية، فإن انعدام السلامة الطرقية لا يجب أن يؤثر سلبا على هذه الإمكانيات،
مما يستدعي وضع استراتيجية مستدامة للسلامة الطرقية في قارتنا.
وباعتبار
التزامه إلى جانب الدول الإفريقية، يعتزم المغرب استضافة المنتدى الأول للسلامة
الطرقية في إفريقيا. ويعد هذا المنتدى منصة لتبادل الخبرات والتجارب الرائدة في
هذا المجال بين الدول المشاركة. كما يشكل فرصة للاستفادة من إنجازات بعضها البعض
في مجال السلامة الطرقية بحيث تكون أوجه التشابه السوسيو-اقتصادية والثقافية بين
البلدان الأفريقية دعامات هامة وعوامل رئيسية للنجاح.
وبما أن
السلامة الطرقية مجال قائم بذاته ، فإن خلق قيمة مضافة في هذا المجال يمثل تحديا
حقيقيا لجميع الحكومات. وتتجلى أهم المحاور التي سيتم التطرق إليها في هذا المنتدى
الأول من نوعه على الصعيد الإفريقي في المحاور التالية: التدبير الاستراتيجي
والمؤسساتي للسلامة الطرقية، تمويل البرامج، إدماج التكنولوجيات الجديدة، تعزيز
القدرات والكفاءات، وإدراج السلامة الطرقية في تدبير المقاولات والدراسات والبحوث،
بالإضافة إلى الانفتاح على مكونات المجتمع المدني.
في هذا الصدد،
وبالإضافة إلى المناقشات العلمية والتقنية التي سيعرفها المنتدى، ستتاح الفرصة
للفاعلين المؤسساتيين والمهنيين ومكونات المجتمع المدني لتنظيم اجتماعات تهدف
لتبادل التجارب. وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم معرض ليكون بمثابة فضاء للتواصل
والتعارف يمكن ممثلي الجهات المعنية في مختلف البلدان الإفريقية من بناء وتوطيد
علاقاتهم البينية، بغية تنمية وتعزيز المهن في مجال السلامة الطرقية.
في هذا الصدد،
وبالإضافة إلى المناقشات العلمية والتقنية التي سيعرفها المنتدى، ستتاح الفرصة
للفاعلين المؤسساتيين والمهنيين ومكونات المجتمع المدني لتنظيم اجتماعات تهدف
لتبادل التجارب. وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم معرض ليكون بمثابة فضاء للتواصل
والتعارف يمكن ممثلي الجهات المعنية في مختلف البلدان الإفريقية من بناء وتوطيد
علاقاتهم البينية، بغية تنمية وتعزيز المهن في مجال السلامة الطرقية.
ويأتي تنظيم
هذا المنتدى القاري بمدينة مراكش الحمراء حول موضوع "السلامة الطرقية
بإفريقيا... رافعة للتنمية المستدامة" بمثابة حدث هام لمواصلة أشغال المنتدى
العالمي للتغيرات المناخية COP22 في شقه المتعلق بالإعلان العالمي لفائدة المناخ والتنمية
المستدامة.
إن مراكش،
المدينة المنيرة بالمغرب وإفريقيا منذ 1071، والحاضرة التي تمتزج فيها بكل بساطة
ويسر مظاهر الحداثة بالنمط الأصيل الضارب في أعماق التاريخ، تعد جميع الوافدين
إليها بتقديم فضاء يسمح باكتساب تجربة غنية ومتنوعة على المستويين الشخصي والمهني.
أهداف المنتدى
العمل على خلق إطار
افريقي للتفكير والبحث حول المواضيع المتعلقة بالسلامة الطرقية ;
تعزيز الالتزام
بالسلامة الطرقية في إفريقيا لتحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة على الطرق
للأمم المتحدة 2011-2020 ;
العمل على برمجة
لقاءات بين المؤسسات والمنظمات الحكومية والخبراء والفاعلين الاقتصاديين
والمقاولات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية بالقارة الإفريقي العاملة في
مجال السلامة الطرقية ;
تبادل الخبرات
والتجارب الرائدة بشأن السلامة الطرقية في القارة الإفريقية ;
النهوض بالتعاون بين
البلدان الأفريقية في مجال السلامة الطرقية ;
تطوير التبادل
والعلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين الأفارقة في مجال السلامة الطرقية ;
التحفيز على الاستثمار
في مختلف القطاعات المتعلقة بالسلامة الطرقية ;
تعزيز إدماج
التكنولوجيات الجديدة في تدبير وتسيير السلامة الطرقية بإفريقيا ;
التبادل والاستفادة من
الخبرات والتراكم الإيجابي للمنظمات غير الحكومية من أجل ترسيخ القيم في المجتمعات
بإفريقيا ;
دراسة آليات خلق مرصد إفريقي للسلامة الطرقية
وسبل تفعيله ;
0 التعليقات:
إرسال تعليق