موازين حياتهم بعدما حرمتهم الحياة متعة النظر إلى أجسادهم، قصصهم مختلفة، لكن معاناتهم واحدة، رِجل أو يد مبتورة، صدمة وحالة نفسية جد صعبة، تصل أحيانا حد الاكتئاب، كيف لا وقد اعتادوا السير في رحلة الحياة دون مشقة ودون الركون لأحد، لكن كان لا بد للقدر أن يقول كلمته، هكذا جعلتهم حرب الطرق يتحولون من أشخاص عاديين إلى ذوي احتياجات خاصة.
يد واحدة وحياة بئيسة
" تمنيت نموت ومانعيش بيد وحدا" يقول نور الدين بكثير من الحزن والأسى، هو شاب في الثلاثينات، يملك محلا لبيع الملابس الجاهزة بمدينة تمارة، بترت يده اليمنى في حادثة سير سنة 2010 لمّا كان في طريقه إلى بني ملال، مسقط رأسه، من أجل زيارة العائلة.
" أتذكر ذلك اليوم جيدا"، يغمض عينيه بشدة ثم يفتحهما، وكأنه يسترجع شريط الحادثة في عقله الباطن. كان نور الدين يقود سيارته بسرعة مفرطة في الطريق الوطني، استقبل اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه، أراد أن يجيب، سقط الهاتف من يده، راح يبحث عنه بين قدميه، لم ينتبه، فانحرف نحو الهاوية.
يتحسس نور الدين يده التي بُترت، وعيناه تنظر للأرض قائلا ''لا شيء يعوضها، بالرغم من أني أحاول تجاوز الأمر وتقبله، لكن في كل مرة أختلي بنفسي أسترجع نفس الألم''. الآن يعيش نور الدين رفقة صديقه وزميله في الشغل عادل ''أنا جد ممتن له، يساعدني كثيرا في حياتي اليومية، ويعوض كذلك بعد العائلة، فهو بمثابة أخي الأصغر".
الحادثة التي تعرض لها نور الدين، لم تؤثر على حالته النفسية فقط، بل تجاوزتها إلى الحالة الاجتماعية، ''قضيت ثلاثة أشهر الأولى بعد الحادثة مع العائلة في بني ملال، كنت أقضي معظم الوقت داخل المنزل، ولا أخرج إلا حين يحل المساء (...) لما عدت إلى تمارة اعتدت تدريجيا على الوضع".
فقدان الطرف أهون من فقدان الكبد
الوجهة الآن نحو حي المحيط بالرباط لنلتقي كنزة بوهو بمنزلها، سيدة في عقدها السابع، أرملة وأم لثلاثة أبناء، تعرضت لحادثة سير سنة 2001 فقدت على إثرها رجلها اليسرى. كانت خلال ذلك اليوم المشؤوم، كما وصفته، تنوي السفر إلى الفنيدق صحبة ابنها الذي كان قد حصل للتو على شهادة الباكلوريا، إذ حجزت لها ولابنها مقعدين في مؤخرة الحافلة.
حدس الأم لا يخطئ أبدا، لهذا طلبت كنزة من ابنها قبل أن تنطلق الحافلة أن يتبادلا المقاعد خوفا عليه، لأنه كان يجلس بالقرب من المحرك، كانت السماء تمطر ذلك اليوم، والطريق مبلّلة، عندما وصلت الحافلة العقبة وهي لا تزال بمدينة الرباط، فقد السائق قدرته على التحكم فيها ممّا أدى إلى انقلابها. تقول كنزة ''لما استعدت وعيي، وجدت رجلي اليسرى قد علقت بمحرك الحافلة، لكن هولي الأكبر كان على ابني، إذ رحت أتحسسه بيدي إن كان قد أصابه أي مكروه".
تحكي كنزة قصتها وعيناها قد اغرورقتا بالدموع، تتوقف كل لحظة لتأخذ نفسا عميقا لعلها تستطيع أن تقاوم به رغبتها الشديدة في البكاء، ثم تتابع ''من حسن الحظ أن ابني لم يصَب، لكن الحادثة خلفت قتيليْن فيما أصيب البقية إصابات متفاوتة الخطورة (...) علمنا أن السائق كان في حالة سكر، إلا أنه لم يتابع من طرف الجهات المسؤولة".
سألنا كنزة عن حالتها النفسية، أجابت بنبرة خافتة وصوت مرتجف ''كان من الصعب علي جدا تقبل الوضع الجديد، كنت أستطيع التنقل بسهولة، وأقضي أغراضي الشخصية بنفسي (...) اليوم أنا دائما في حاجة لمن يساعدني''، غصة في حلقها أرغمتها على التوقف قليلا، تنهدت ثم أردفت ''بعد الحادثة مباشرة، خضعت للعلاج النفسي لمدة شهرين، حالتي النفسية كانت مضطربة جدا في السنوات الأولى، ولازالت كذلك، لكن ليس بنفس الحدة، أحاول أن أتقبل الأمر وأتعايش معه".
اليوم تعيش كنزة برجل اصطناعية، استبدلتها ثلاث مرات على مدار 14 سنة، تكلفها كل واحدة ما يقارب 60 ألف درهم. في هذا الصدد تقول الحاجة فاطنة، أخت كنزة، ''لولا حالتها المادية الجيّدة، لعانت ضعف ما تعانيه الآن، أتساءل كيف يمكن للفقراء أمثال أختي كنزة أن يتعايشوا مع الوضع".
"حالة صعبة تلك التي يعيشها المنضمون الجدد لذوي الاحتياجات الخاصة"، يقول الأخصائي في العلاج النفسي، مصطفى الشكدالي، مضيفا "أن يتحول الإنسان إلى شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد حادثة سير، تنتج عنه حالة نفسية جد متوترة، حيث يظل المعني بالأمر في حالة ارتباط دائم بالماضي".
ينتج عن هذا الوضع، أن هذه الفئة لا تعيش لا الحاضر ولا المستقبل، بالإضافة إلى أن الأمر يختلف حسب موقع الشخص أثناء الحادثة، إما المسؤول عن الحادث أو الضحية، "فإن كان الحادث نتيجة تهور من طرفه، يكون الإحساس بالندم أقوى، لأنه يلوم نفسه، ويدخل فيما يمكن تسميته بجلد الذات، بينما الذي راح ضحية تهور الطرف الآخر، فإنه دائما يربط ذلك بالقضاء والقدر وأن لا نصيب له فيما وقع"، يضيف المتخصص.
وبالاستناد إلى الإحصائيات المؤقتة التي قدمتها وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، فقد تم تسجيل 35769 حادثة سير على الصعيد الوطني خلال ستة أشهر الأولى من السنة الجارية، 1318 منها حوادث مميتة، تسببت في مقتل 1512 شخصا، وإصابة 4364 بجروح بليغة.
تعاليق :
تعاليق :
1 - مواطن
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:13
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الله يلطف بنا يا رب وجميع المسلمين والمسلمات
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 7
2 - درب غلف™
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:14
الحمد لله رب العالمين... حدثت لي ثلاث
حوادث سير خطيرة كان من المفترض أن أكون في الدار الآخرة لكن مشيئة الله أرادت أن أبقى
على قيد الحياة... الأولى(على متن سيارتي) سنة 2006 بالقرب من سوق درب غلف بالدار البيضاء.
والثانية (بشاحنة الشركة التي أشتغل فيها) بسيدي إفني على مستوى طريق شاطئ أگلو والثالثة(بالدراجة
النارية سكوتر) في الطريق الساحلية بين طماريس وسيدي رحال وهذا إن دل على شيء فهو أن
الله يحبني كما أحبه.
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة -4
3 - السفياني
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:28
وفقك الله الأخت نسيمة مزيداً من المواضيع
التي تهم المجتمع
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 4
4 - أحمد
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:29
كفانا تهورا كفانا حمقا. لنغير أنفسنا لنحترم
القانون.لنحترم الحياة
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 13
5 - لنا الله
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:34
ليست هناك اذان تصغى لمثل هاته الحالات........
اودي الهدرة كثيرة و السكات احسن و اللي
ما خرج من الدنيا ما خرج من عقايبها
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 7
6 - hamza
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:36
ليحفض أخوتي من حرب طرقات خصنا نوعاو من
هاد الجه
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 3
7 - Mohammed
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:40
La plupart des conducteur on des
voitures poubelles des vielles voiture commis des r 18 r9 r 12 normalement ses
voiture vont a la casse mais comme les contrôleurs de la visite son corrompue
on leur délivre de contrôle vierge sans aucun défaut l je vous danse de faire
passer les contrôles. Visite à Melilla au Ceuta et vous mer voir c est des
voitures qui vont directement à la destruction Il faut que le ministère des
transport fait passer les visite par des contrôleur européen c'est simple et
ses rassurant pour tous le monde merci s hesspreesse de passer le message
تعليق
غير لائق إضافة تعليق أعلى الصفحة
0
8 - kaltoum shayah
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:41
منين كنشوف فحال هاذ الحوادث كنكول الحمد
لله على الحادثة ديالي واخا كان فيها بزاف ديال الخسائر مزال كنمشى برجلي أنا درت كسيدة
في 1998 كان عندي 8 سنين تضربت في رجلي ليمن متقطعات ليا لا رجل لا والو ولكن طحت ظحية
ديال الخطأ الطبي كانت رجلي غادي تبرى في ظروف عادية ولكن طحت في واحد الكزار الله
ياخد فيه الحق خلالى رجلي عايبة وناقصة بتى 2 سنتيم الحمد لله كنمشى عادي ولكن مكلبسش
بزاف ديال الحاجات لحقاش الإعاقة جاتنى في الركبة ديالي أنا كنكول باللي هذا قضاء وقدر
واللي جات من عند الله مرحبا بيها المومن مصاب ولكن منسمحش اللي كان حيلة وسباب وأخيرا
أقول الحمد لله ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 0
9 - kaltoum shayah
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:41
منين كنشوف فحال هاذ الحوادث كنكول الحمد
لله على الحادثة ديالي واخا كان فيها بزاف ديال الخسائر مزال كنمشى برجلي أنا درت كسيدة
في 1998 كان عندي 8 سنين تضربت في رجلي ليمن متقطعات ليا لا رجل لا والو ولكن طحت ظحية
ديال الخطأ الطبي كانت رجلي غادي تبرى في ظروف عادية ولكن طحت في واحد الكزار الله
ياخد فيه الحق خلالى رجلي عايبة وناقصة بتى 2 سنتيم الحمد لله كنمشى عادي ولكن مكلبسش
بزاف ديال الحاجات لحقاش الإعاقة جاتنى في الركبة ديالي أنا كنكول باللي هذا قضاء وقدر
واللي جات من عند الله مرحبا بيها المومن مصاب ولكن منسمحش اللي كان حيلة وسباب وأخيرا
أقول الحمد لله ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 0
10 - الوجدي
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:42
موازين حياتهم بعدما حرمتهم الحياة متعة
النظر إلى أجسادهم، ..تنقصك كلمة او جملة اختي المتدربة. اما عن حوادث السير فنحن غير
مؤهلين للتطور لان عقولنا لا تساير عصر السرعة, حنا باراكا علينا الحمار و العربات
المجرورة خصوصا مع وجود قضاء تحت تصرف الاغنياء.و من له راي مخالف ما عليه الا قيادة
دراجة نارية وسيرى .
اقول للسائقين و الراجلين الحذر تم الحذر.الوصول
متاخرا ولو بخمسة ايام افضل من فقدان الحياة في خمس ثواني بسبب اللامبالات.لنحافظ على
حياتنا وحياة الاخرين
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 6
13 - رضوان
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:56
الله يلطف بالعباد يارب ويستر الجميع
تعليق غير لائق إضافة تعليق
أعلى الصفحة 4
14 - medecin
الأحد 06 شتنبر 2015 - 12:57
Aujourd'hui on peut mettre main
artificielle qui ressemble esthétiquement à la main originale (ressemblance
95%).
il y a aussi des mains
electroniques qui peuvent porter un verre a la bouche par exemple.
mais
l idéal reste la prevention et le resperct du code de la route
0 التعليقات:
إرسال تعليق